قصص

قصة طريق الطاووس

سكووت، هدوء مُريب، مُرعب، ومع نظراته ليا، بصيتله بتحدي وكسرت الصمت بسؤال..
-رضا الأحمدي، خليل بن حامد، عوض بلحاج، أنطوني چون… ايه ياعم كمية الأسماء والجوازات المضروبة اللي لقيناها معاك دي كلها؟.. انت ايه؟!
اتعدل على الكرسي وقرب وشه مني..
-انا ولا ده ولا ده، ولا ده.. انا ولا واحد من كل اللي انت قولت عليهم دول.
-اومال؟!
-مايخصكش ياحضرة الظابط، مايخصكش، وأظن ان انا هنا مش عشان يتحقق معايا، انا هنا لساعات وبعدهم هيجوا ناس من السفارة الأمريكية عشان يستلموني… مش كده ولا ايه؟!
-مظبوط.. معاك حق طبعًا، بس انا مش بحقق معاك، انا بس مستغرب.. من بعد ما اتقبض عليك مننا ومن ظباط الأنتربول، وبُناءًا على اللي لقيته معاك وعلى حدوتك اللي على اساسها كنت مطلوب واتقبض عليك.. كل دي حاجات مخلياني مستغرب بصراحة.. ازاي شخص بيتاجر في المخدرات، يبقى بالحرص والغموض ده كله، ثم انت شكلك مش بلطجي ولا تاجر مخدرات.. انت حدوتة كبيرة اوي، حوار وبير جواه كتير وانا عندي فضول اني اعرفه.
ضحك بتريقة ورِجع لورا وهو بيبص ف عنيا..
-تاجر مُخدرات!.. دي التهمة اللي رتبوها عشان يقبضوا عليا!
-يعني انت مش تاجر مخدرات زي ما توقعت؟
-مظبوط، توقعك في محله.
-أومال؟.. جاسوس ولا هاكر دولي.. ولااا..
-ماتتعبش نفسك، انا حدوتي اكبر من كده بكتير.
-يهمني اني اسمعها.
-ماشي، هحكيلك، بس خلينا نتفق اتفاق، بعد ما احكيلك، تنسى كل اللي هحكيه، واوعدني انك ماتحاولش تدور ورايا ولا تكشف سبب قتلي.
-قتلك!
-ايوه قتلي.. ما انا كده كده هتقتل.. ها.. موافق عشان احكي؟.. ولا اسكت ونفضها سيرة؟
-لأ.. احكي طبعًا.
-مش هحكي قبل ما توعدني وعد رجالة، تديني كلمة شرف انك هتسمع وهتنسى كل اللي هتسمعه.. وأظن يعني انك راجل صعيدي، او أصولك من الصعيد، يعني الكلمة عندكوا بتعتبر عقد.
-وانت عرفت منين اني من الصعيد او اصلي من هناك؟!
-انا ياحضرة الظابط، اوي زي ما بيقولوالك، يا عمرو بيه، اتعاملت مع كل الأصناف والانواع والجنسيات، فطبيعي يبقى ليا نظرة في الناس.. بس سيبك من عرفت منين وازاي، واوعدني.
-اوعدك.. كلمة شرف.
-حلو اوي.. ممكن بقى تفكلي الكلابشات اللي مكتفة ايدي عند ضهري دي، واستسمحك تديني سيجارة من سجايرك الأجنبي المضروبة وتولعهالي لاني ماعيش ولاعة.
-بس…
-انت لسه هتقولي بس.. ما انا لو عاوز اهرب، كنت هربت منكوا لما قبضتوا عليا في لوكاندة الحسين اللي كنت هربان فيها، بس خلاص، انا حاسس ان دي النهاية، وعشان كده انا خلاص مُستسلم.. وعشان احكي، فُكني.. فُكني واعمل اللي قولتلك عليه لأن انا عاوز ابقى براحتي.
وعملت اللي قاله، فكيتله الكلابشات وطلعت سيجارة من علبة سجايري وولعتهاله، خد منها نَفس وخرجه وهو بيبص عالدخان، وأول ما الدخان ابتدا يتلاشى، بص لي واتكلم..
-هل كل اللي حوالينا ملايكة ولا شياطين؟!.. ده سؤال صعب ومُر، عيشت طول عمري بسأله لنفسي، لكن الأصعب منه، هو انك تكتشف ان كل حاجة حواليك سراب، وهم.. عايش ومفكر روحك عايش، موهوم انك بتعمل اللي انت عايزه، وفي الحقيقة انك بتعمل اللي هم عاوزينه.. بتضحك وتهزر وماشي في طريق انت اللي اختارته، في الأول بتبقى شايف كده، إنما في الأخر، بتكتشف ان الطريق اللي مشيته طول عمرك، وكنت فاكر انك ماشيه بإرادتك، هم اللي ممشينك فيه بُناءًا على تعليماته، وماتحتارش ولا تسأل نفسك مين هم ومين هو، الإجابة عندي، ومش عند غيري.. هم ياصاحبي يابني أدم، اتباعه.. وهو، سبب الخراب، إبليس بذات نفسه.. ماتبرقليش، انا مشيت في طريقه لسنين وانا فاكر اني ماشي في طريق انا اللي اختارته، زيك كده بالظبط، قاعد قصادي ومقتنع انك قاعد بإرادتك وبتعمل الواجب عليك، بس في الحقيقة، هم اللي جابوك هنا، وجابوك عشان هو عايز كده.. وهو برضه اللي عايزك تقتلني لو حاولت اهرب لأني كشفته وكشفت اتباعه!.. بس انا وعدتك اني مش ههرب ووعدتك اني هقولك حكايتي.. انا ياسيدي اسمي چوزيف داوني، اتربيت في حي فقير من أحياء الولايات المتحدة، حيث الاضطهاد والعنصرية وكل حاجة قذرة ممكن تتخيلها، ابويا مات في واحدة من حروب بلدنا على بلاد العرب، ومن بعد موته امي هجرتني وارتبطت بشخص مابحبوش، واخرتها، بقيت في الشارع، وفي الشارع الانسان بيبقى مُعرض لكل حاجة.. ايامها كان عندي ١٢ سنة واتعرفت على كريستين.. ست عندها ٣٠ سنة تقريبًا، اول ما شافتني حست بالشفقة ناحيتي وخدتني معاها البيت، وطبعًا قبل ما نروح عندها، قالتلي انها هتشغلني معاها في شغلها كسيدة أعمال وهتنتشلني من الشارع، لكن الحقيقة ان كل ده كان كدب، كريستين ماحستش ناحيتي بالشفقة ولا كانت هتشغلني معاها، هي خدتني لما لقتني صيدة سهلة وشخص مناسب لاكتر من حاجة جوة المنظمة اللي هي بتشتغل فيها، وبناءًا عليه؛ ودتني عندهم.. لما روحت معاها البيت شربتني “درينك” غيبت بعده عن الوعي، ولما فوقت، لقيت نفسي في مكان غريب، شبه المعابد الرومانية القديمة اللي كنت بسمع عنها او بشوفها في الأفلام، كنت لوحدي في بهو أوضة من أوض المعبد، ولما فوقت وبدأت انادي على اي حد، النور الخفيف اللي كان حواليا ابتدا يعلى بالتدريج لحد ما المكان نَور بالكامل.. ومع نوره، شوفت بوضوح.. الحوائط كان عليها رسومات عجيبة، نجوم خماسية، كلام بالهيروغليفية والعبرية والعربية والانجليزية، ده اللي لمحته في الأول، ولما دققت اكتر، اكتشفت ان الكلام ده مكتوب بكل اللغات، وكنوع من انواع الفضول، قريت جزء منه وفهمته معناه اللي كان كالأتي.. (الطاووس هو الرب في كل زمان ومكان).. برقت وحسيت بقشعريرة غريبة وبدأت ابص حواليا بتركيز، السقف كان عالي والقاعة او الأوضة دي مافيهاش باب.. اربع حوائط وبس.. والأرض كانت من سيراميك لونه ابيض وشكله غريب وملمسه ناعم.. ووسط السكوت، فضلت اركز وابص حواليا، ومع قلقي وخوفي من اللي قريته، انكمشت على نفسي وقعدت ساكت وانا ببص حواليا، لحد ما فجأة حيطة من الاربع حوائط اتفتحت، وكأنها باب، اتفتحت لبرة وظهر قصادي.. شخص لابس توكسيدو لونها أسود، بشرته بيضا بشكل مش طبيعي ومش معتاد، اول ما ظهر، بصيتله باستغراب وقومت وقفت، اما هو، ف بص في وشي وقالي كلام عمري ما نسيته، كلام لسه فاكره لحد النهاردة بالحرف.. (العالم ده كبير اوي على البشر، ولأنه كبير والبشر كائنات عشوائية، فلازم يبقى في ناس بتحكمهم، وهنا ماقصدش الرؤساء والحكومات، ولا الرأس مالية حتى، انا بقصد ناس أعلى وطريقة تفكيرهم أشمل من كل البشر واعمق كمان.. وعشان كده منظمتنا موجودة، احنا اللي بنحكم العالم، وانت، من هنا ورايح، هتكون خدامنا المُخلص، واحد من رجالتنا، ولو وافقت، وده هيحصل أكيد لأنك معانا هتبقى من الصفوة وهتعيش في نعيم، هتكون واحد من اللي بيتحكموا في مصاير البشر، ولو رفضت، وده اقرب للجنون طبعًا، هيبقى مكانك على مواقع بيع الأعضاء بعد ما تتقطع في بث مباشر، وساعتها المرضى من البشر هيشوفوك وهيدفعوا فيك ملايين من البيتكوينز.. ها، قولت ايه؟!).. كلامه ليا وطريقته اللي ليها هيبة غريبة، خلوني مافكرش لثانيتين، اصل انا كده كده كنت شخص مُحطم ومُتشرد، فمش هتفرق معايا اي حاجة لما اوافق على كلامه واشتغل مع المنظمة بتاعته، ووافقت، لكن بعد ما وافقت سألته سؤال مهم اوي، اشمعنى انا بالذات؟!، ما الدنيا مليانة بالمتشردين، ليه انا اللي اختارتوه من وسط كل اللي ساكنين في الشوارع، وهنا كان رده المُقنع لأبعد الحدود.. (احنا اختارناك بسبب ان نسبة ذكاءك عالية، وده اللي كانت بتقوله تقارير المدرسة اللي كنت فيها).. وبس، ابتسمت وهو ابتسملي وبعد كده خدني من إيدي وخرجني من القاعة، مشينا انا وهو في ممر طويل لحد ما وصلنا لمكان أخضر مليان بيوت، ولما وصلنا للمكان ده، وقف وقالي ان دي حديقة الطاووس او البستان البوهيمي بكاليفرونيا، المكان اللي بيتربوا فيه الأطفال اللي في سني، وبعد ما خَلص كلامه، ظهرت واحدة ست شكلها جميل اوي، الست دي خدتني ودخلتني بيت من البيوت، ومن اليوم ده، ابتديت اتعلم انا وصبيان وبنات كتير من اللي ساكنين البيوت اللي حواليا، اللغات واللكنات، واتعلمنا العاب اللعب بالعقل والخداع، ده غير علوم الحاسبات والرياضيات والفلك والتاريخ وغيرها كتير من العلوم، وفوق ده كله، اتعلمنا كمان القِتال، ومع الوقت ومرور السنين، كل واحد خد تقييم وبناءًا عليه خد مهمة محددة، اللي دخل جامعة وفي أسرة اتبنته عشان يبقى متفوق وبعد كده يمسك منصب مهم، واللي اشتغل في الاغتيالات، واللي اشتغل في الهاكر، وفي الاخر في ناس متفوقة زي حالاتي كده، او ناس تقييمها عالي اوي، الناس دول بسبب تفوقهم وقوتهم في كل العلوم، بقوا من الصفوة، المُتحكمين في مصاير البشر عن طريق الناس اللي بيحكموهم، وده حصل ببساطة عن طريق ان كل واحد مننا احنا العشرة، خد جزيرة، او بمعنى اوضح، المنظمة اديتله جزيرة وخلته رئيس عليها، وجوة الجزيرة دي، كان بيحصل كل حاجة تتعلق بشغل المنظمة؛ تَحكُم في الحروب والسلام، تحكم في البورصة، سهرات وحفلات للرؤساء والزعماء والمشاهير، وفي الحفلات دي، كل واحد منهم كان بيعمل كل ما بداله، يشرب، يتصرف بغوغائية، يضرب حد من العبيد اللي كانوا بيتخطفوا من الشوارع لانهم مُشردين (بس نسبة ذكاءهم محدودة) وبيتحبسوا في الجزيرة عشان يبقوا فحم النار اللي بتحصل كل ليلة، وطبعًا وقت ما كل واحد من اللي الموجودين، كان بيعك، كان بيبقى متصور، وده عشان يتضمن ولاءه للأبد.. واهي، فضلت حياتي ماشية والمنظمة مسيطرة والجزيرة مكملة في شغلها، لحد ما قابلتها، بنت بتشتغل موديل، بس جميلة اوي، عمرها كان ١٥ سنة، ومن كتر جمالها كانوا بيقولوا انها هتبقى مارلين مورلو الجديدة، بس لما البنت اتعزمت على حفلة خاصة في الجزيرة بحجة انها هتتكرم وهتمضي عقد كبير مع شركة كبيرة، وحاولوا رجال اعمال بمساعدة المنظمة انهم يمارسوا معاها ممارسات شاذة عشان يصوروها وتبقى تحت طوعهم، البنت رفضت، وبسبب رفضها ده انا حبيتها، دخلت قلبي لأني شوفت فيها نقاء وبياض مش موجود في كل اللي بشوفهم حواليا، ولاني حبيتها، ضمنتلها اني هخرجها من الجزيرة من غير ما تتلمس، وده اللي حصل، لكن بعد ما خرجت، اكتشفت انها سرقت حاجات من المكان وسربتها على النت وموضوع الجزيرة ابتدا يتعرف، وطبعًا بعد اللي عملته، اتقتلت، لكن من وقت موتها وانا اتغيرت، بدأت ادور كويس اوي ورا المنظمة لحد ما عرفت مين مالكها، وببساطة، مالقتش حد، no one.. مافيش مالك ولا في مُتحكم، ومن هنا ومع الكلام الكتير من البشر العادين عن الجزيرة، قررت اخد بعضي واهرب، زَورت هوية جديدة وسافرت، ومن البلد دي للبلد دي، ومن الهوية دي للهوية دي، لحد ما استقريت في مصر، بلد زحمة واهلها منسين، ماحدش بيركز مع حد من كتر البشر اللي ماشين في الشارع، بس تعرف.. من حوالي اسبوع بس، ظهرلي، هو، الطاووس، الراجل اللي ظهرلي في البداية، ظهر في اوضتي اللي جوة اللوكاندة اللي انا عايش فيها، كان بنفس شكله وهيئته اللي شوفته عليهم من سنين، كأن العُمر بيمشي بكل الناس وبيغير فيهم، إلا هو.. ملامحه ماتغيرتش ولو بنسبة طفيفة، وحتى وشه، ماظهرتش فيه أي تجاعيد، ومع ظهوره وسؤالي لُه عن كل اللي مريت بيه، عرفني بنفسه، قالي انه يبقى هو مالك المُنظمة والملاك الساقط، لوسيفر.. وبعد ما عرفني بشخصيته الحقيقية وقالي انه بسبب انه الشر المطلق، مايعتبرش موجود ولا يعتبر ان المنظمة ليها صاحب، لأنه اصلًا ماحدش بيقدر يتتبعه، عَرَض عليا اني ارجع تاني بأسم مختلف واشتغل في مكان تاني جوة المنظمة، بس انا وقتها رفضت وتوسلت للرب ودعيتله انه يخرجني من ظُلمات الشر لنور الخير، ووقت ما كنت بدعي، ضحك على كلامي وسابني ومشي، ومن بعدها بأيام اتقبض عليا، واديني اهو.. قاعد قصادك، وكمان شوية هترحل وهتقدم للمحاكمة في الولايات المتحدة بسبب جرايم كتير ماعملتهاش، وده طبعًا عشان رفضت ارجع.. او يمكن.. يمكن مالحقش اتحاكم من أصله ويخلصوا عليا بعد ما اترحل!
لما وصل لحد هنا في كلامه، مسكت علبة سجايري وطلعت منها سيجارة وولعتها وسألته وانا مبرق..
-انت بتقول ايه؟!، انت عاوز تقنعني ان انت كنت شغال مع الماسونية وانهم لما قلبوا عليك، هربت على مصر وهم السبب في القبض عليك عشان كملت في رفضك ليهم!.. ازاي ده؟!، ثم في حاجة مهمة اوي انت اغفلتها، الماسونين بيعملوا كده ليه في الكبار اللي كانوا بيزوروا الجزيرة، ليه يعني عاوزينهم تملي تحت طوعهم وايه هي الحاجات اللي المفروض يبقوا تحت طوعهم فيها؟!
-يوووه.. انت عمال تقولي ماسونية ماسونية، ما بلاش جهل بقى ياعمرو بيه، الماسونية دي فزاعة وبيضحكوا عليكوا بيها، بالظبط زي ورقة الكوتشينة في ايد الساحر، بيخليك تركز معاها اوي ويحطها في وشك ويصدرهالك طول الوقت، وده عشان بس ما تشوفش ايده التانية ولا الورقة المخفية فيها.. الماسونية عروسة لعبة، بص العصفورة يعني، اما الواقع، فهي منظمة الطاووس، واللي بالمناسبة يعني وكجواب على سؤالك، بتعمل كده في الناس اللي ماسكة زمام أمور البشر، عشان لو قالوا لهم خدوا اي قرار، ياخدوه من غير تفكير، وده بالتأكيد عشان لعبة الحرب والسلام والموت والدمار تفضل دايرة، وكمان عشان الرأسمالية تفضل مُتحكمة في الشعوب وتخليهم مشغولين بيها وبس.. طب اقولك، هم اللي بيطلعوا عرافين ومتنبئين وبيخلوهم يقولوا على أحداث هتحصل وبتحصل لأنهم مرتبينلها، وده طبعًا عشان يقنعوا الناس بأن الإله مش هو اللي بيقرر مصاير البشر، طب اثبتلك بمعلومة انا عارفها وهتتأكد منها بعد شوية وقت؟.. في حرب هتحصل في الشرق الأوسط، وهتحصل قريب اوي، في شهر اكتوبر او نوڤمبر، صدقني.. في حرب هتحصل عندكوا في المنطقة، وبسبب الحرب دي هيموت عدد كبير من البشر وده عشان مصانع السلاح تشتغل ومخططات المنظمة تكتمل.
-انت بتقول ايه، انت، انت أكيد بتخرف ولازم ترجع على زنزانتك لحد ما يستلموك الجماعة بتوع السفارة بكرة الصبح.
بعد ما قولتله كده، ابتسم في وشي ومد لي إيده عشان احطله الكلابشات، وبعد ما حطيتهاله ورجع زنزاته وانا روحت بيتي ونمت، صحيت على تليفون غريب، الراجل انتحر في زنزانته، ولما قومت ولبست وروحت عشان اشوف جثته، وعقبال ما وصلت، عرفت ان السفارة استلمت الجثة، ولما طلبت اني اشوف تسجيلات كاميرة المراقبة اللي محطوطة جوة الزنزانة، عشان اعرف انتحر ازاي، شوفتها فعلًا، بس لاحظت فيها حاجة غريبة، في الدقايق اللي انتحر فيها المسجون، كان في تشويش على الكاميرة غير طبيعي، ولما التشويش ده راح، ظهر المتهم وهو واقع وميت في الأرض!
طب ايه.. وازاي.. مخي فضل يفكر وكان هينفجر من الضغوطات لحد ما حصلت الحرب اللي قال عليها السنة اللي فاتت، وبالمناسبة يعني، انا لما قعدت واتكلمت معاه، كان في شهر ٨ سنة ٢٠٢٣.. يعني قبل اللي حصل بشهرين تقريبًا.. طب وانا هعمل ايه باللي عرفته وايه اللي هيفيد بعد ما القضية اتقفلت واتطمست نهائيًا؟!، في الحقيقة انا ماكنتش عارف ايه اللي ممكن يتعمل، لحد ما جيبت اخري بسبب المناظر اللي بشوفها كل يوم والتاني على التلفزيون، وكمان بسبب ان العالم بقى يخض وبقى مكان مليان شر وأذية، ومع كل ده وبسبب كلامه، قررت اني احكي.. احكي بإسم مستعار، وبالمناسبة، انا اه بشتغل في مكان حساس، بس انا مش ظابط شرطة ولا إسمي عمرو، انا غيرت كل معلوماتي الشخصية وجيت بس احكيلك موقف مريت بيه، موقف أكيد لو ركزت في تفاصيله، هتغير وجهة نظرك في حاجات كتير.. سلام.. وادعيلي افضل عايش بعد ما يوصلك كلامي!
تمت
#محمد_شعبان
#طريق_الطاووس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى